يعتبر الأسبوع الأول من شهر يونيو من كل سنة من أكثر الأسابيع طولا على العديد من الأسر المغربية، وأبنائها نسبة لمستوى الضغوطات التي يتعرضون لها، فهذا التاريخ دائما ما يصادف إجراء امتحانات أهم محطة من محطات التحصيل العلمي في حياة اي طالب علم وهي محطة الباكالوريا. امتحان مصيري، بمثابة مفتاح الولوج إلى مرحلة حساسة أخرى ممهدة للنجاح أو الفشل المهني للمسار الدراسي للممتحن بعد سنوات من الجد والإجتهاد.

فهل بقي الباك هو الباك؟
في ظل المتغيرات الجديدة التي مست مختلف الأصعدة في عصرنا الحالي، من حيث سيطرة المادة، التطور التكنولوجي، الأنانية وحب الذات، ومن حيث تواري تأثير القيم الاخلاقية في المجتمع مقارنة على ما كان عليه من قبل. برز على السطح ما يسمى بالغش، والتحايل بطرق قد لا تخطر على اذكى لجن المراقبة مهما بلغت من الحرص والتفتيش. طرق غش تتطور سنة بعد أخرى وتنتشر في أوساط فئة عريضة من التلاميذ والتلميذات، والمثير أنها منظومة فساد متكاملة الأركان بدء من كتابات ما يسمى الحروز، وهي مطويات في منتهى الصغر، مرورا بصاحب المكتبة الوقح، المتخصص في تصوير، طبع وتصغير هذه المطويات، وانتهاء بمعد أجهزة إلكترونية عجيبة، محيرة ودقيقة وكأنهم في حرب عسكرية حقيقية.
لا شك أن مجهودات جبارة تبدل في محاربة هذه الأشكال من الغش تارة بالتوعية والتحسيس، وتارة أخرى بعقوبات زجرية قاسية تصل للاعتقال والسجن إلا أن واقع الحال أن الظاهرة في تزايد وعواقبها الثقافية، النفسية، الأجتماعية الاخلاقية، وحتى الاقتصادية مدمرة على المجتمع على المدى المتوسط والبعيد.
بعد هذا كله، كيف نقنع التلميذة والتلميذ النجيب، المجد، المجتهد والمتخلق بعبارة عند الإمتحان يهان المرء أو يعز؟؟ وهو يعرف عز المعرفة تلاميذ في صفه لا يستحقون مجرد النجاح بميزة مقبول، وهم يتحصلون معدلات خرافية تفوق مستواهم المعرفي بكثير..؟؟
ولكم أن تسألوا الاساتذة والأستاذات عن أمثال هؤلاء النماذج الظاهرة والأدهى والأمر معروفون ويجاهرون أنهم نجحوا عن طريق الغش…!!
حميد الشابل